يواصل مهرجان قرطاج الدولي تألقه كمنصة عالمية لتبادل الثقافات والفنون، حيث يشكل الفن لغة تتجاوز الحدود، معبرًا عن روح العصر ومتجذرًا في التاريخ. في دورته التاسعة والخمسين لعام 2025، يرسخ المهرجان مكانته كمحراب للفن الراقي، موفرًا فضاءً للقاء الفنانين بالجمهور التونسي المميز، الذي يُعتبر الضامن الأول لنجاح فعالياته.
تمويل ذكي وتخطيط محكم
يُنفذ المهرجان بميزانية قدرها 3 ملايين دينار، تجمع بين الاعتمادات الحكومية، المداخيل، والإعلانات. بفضل ترشيد النفقات، نجحت الدورات السابقة في تغطية تكاليفها، مما يعكس كفاءة الإدارة. وفي تصريح للسيدة هند المقراني، المديرة العامة لمؤسسة تنمية التظاهرات والمهرجانات، أكدت أن «مهرجان قرطاج ينتصر للتوجهات الوطنية السامية، ويسعى لترسيخ مكانة قرطاج التاريخية عبر الفن بمختلف تلويناته، ليكون منارة للثقافة وفضاءً يخلّد أجمل لحظات التلاقي بين الفنان والجمهور».
التزام بالقضية الفلسطينية
يحافظ المهرجان على التزامه الثابت بالقضية الفلسطينية، حيث تُعبّر تونس عبر فعالياتها الثقافية عن دعمها الدائم لنضالات الشعب الفلسطيني. يمثل المهرجان موعدًا متجددًا مع الالتزام الثقافي، حاملاً رؤية طموحة للمستقبل تربط بين الفن والقضايا الإنسانية.
تحضيرات مكثفة لدورة استثنائية
قبل الافتتاح الرسمي، بدأت التحضيرات منذ جانفي 2025 بجهود مشتركة بين وكالة إحياء التراث، وزارة البيئة، وبلدية قرطاج. ركزت هذه الجهود على تهيئة فضاء المسرح الأثري، وتحسين جماليته، وتدارك النقائص التقنية، ليبقى منارة للثقافة والتاريخ.
سينوغرافيا مبتكرة
في هذه الدورة، يتألق ركح مسرح قرطاج بسينوغرافيا جديدة تستعين بتقنيات الذكاء الاصطناعي والمؤثرات التقنية الحديثة، مع الحفاظ على الطابع التاريخي والأثري للمكان. تحت إشراف الفنان رفيق غربال، طُورت هذه السينوغرافيا لتلبي متطلبات الفنانين العالميين، معززة التصور الفني والركحي للعروض. يبقى مسرح قرطاج حلم